"لكم لبنانكم ولي لبناني "....

قال جبران خليل جبران: " في مثلِ هذا اليوم وَلَدَتْنِي أُمّي. في مثلِ هذا اليوم منذ خمس وعشرين سنة وَضَعَتْنِي السَّكِينَةُ بين أيدي هذا الوجود المملوء بالصراخِ والنزاعِ والعراك... قد سرت خمسًا وعشرين مرة مع الأرض والقمر والشمس والكواكب حول الناموسِ الكلّي الأعلى، ولكن: هو ذا نفسي تهمس الآن أسماء ذلك الناموس مثلما ترجّع الكهوفُ صَدَى أمواجِ البحر"...
في مثل هذا اليوم ولد جبران... ويحتفل العالم في ذكرى مرور 125 عاماً على ولادته... ولد في 6 كانون الأول العام 1883 م في بلدة بشري، سافر مع أمه وإخوته إلى أمريكا العام 1895، فدرس فن التصوير وقصد باريس أيضاً للتعمق في العلم والثقافة.
من الصعب ذكر جبران خليل جبران من دون بلدته بشري (مسقط رأسه) حيث تتوج أعماله اليوم في متحف محفور في باطن الجبل وعابق بروائح السنديان والصنوبر (يشرف على بشري ووادي قاديشا)... الذي كان ديرًا للاباء الكرمليين قبل ان يشتريه العام 1926 بهدف قضاء آخر ايامه فيه.

يتميز المتحف المرمم حديثاً بممرات صخرية تحولت الى معرض دائم لرسومه ولوحاته الزيتية... ومن حجرة الى اخرى وممر وآخر، تحضر صور المشاهير الذين عاصرهم جبران وتأثر بهم نذكر منهم النحات الفرنسي رودان ،طاغور، ماري هاسكل، امين الريحاني، مي زيادة ،أمه واخته...
وعند نهاية الممرات درج محفور داخل الصخر يشرف على مغارة محفورة ايضًا داخل صخرة كبيرة حيث يرقد جثمان جبران (توفي في 10 نيسان العام 1931) في قبر محفور داخل الصخر ومضاء طوال الوقت اضاءة خفيفة وفي المغارة سريره الخاص وجدارية قديمة...
هذا الفيلسوف والأديب والفنان ترك لنا إرثه الأدبي :" جئت لأقوال كلمة، وسأقولها. وإذا أرجعني الموت قبل أن ألفظها يقولها الغد، فالغد لا يترك سراً مكنوناً في كتاب اللانهاية"... وإلى جوار قبره، نقشت هذه العبارة: "كلمة أريد رؤيتها مكتوبة على قبري: أنا حي مثلكم وأنا الآن إلى جانبكم. أغمضوا عيونكم، انظروا حولكم، وستروني....".

أإسـ عٍ ـد الله أإأوٍقـآتَكُـم بكُـل خَ ـيرٍ

دآإئمـاَ تَـبهَـرٍوٍنآآ بَمَ ـوٍآضيعكـ

أإلتي تَفُـوٍح مِنهآ عَ ـطرٍ أإلآبدآع وٍأإلـتَمـيُزٍ

لك الشكر من كل قلبي